رواية “في قلبي أنثى عبرية” هي واحدة من الروايات التي حققت نجاحًا كبيرًا في الأدب العربي المعاصر. كتبتها الكاتبة التونسية خولة حمدي وصدر العمل لأول مرة عام 2012 عن دار كيان للنشر والتوزيع، وتعد الرواية استثنائية بموضوعها الفريد الذي يناقش التعايش بين الأديان والتحديات التي تواجهها الشخصيات المختلفة، حيث تحتوي الرواية على 774 صفحة، وهي مستوحاة من قصة حقيقية تُبرز الروابط الإنسانية والاختلافات الدينية في إطار درامي ورومانسي.
ملخص أحداث الرواية
الفصل الأول من في قلبي انثى عبرية: لقاء ندى بأحمد وصديقه
تبدأ رواية في قلبي انثى عبرية مع ندى، الفتاة التي وُلدت لأب مسلم وأم يهودية. بعد طلاق والديها، تعيش ندى مع والدتها وزوجها المسيحي الذي يعتني بها وبأختها دينا. حياتها تبدو مستقرة حتى تجد نفسها في مواجهة رجلين مسلمين عند باب منزلها، أحدهما مصاب وهو أحمد وصديقه حسان. على الرغم من اختلاف ديانتهم، تقرر ندى أن تقدم لهما المساعدة وتعتني بأحمد في المرآب.
الفصل الثاني: وفاة ريما
بعد تلك الحادثة، تُصبح حياة ندى أكثر تعقيدًا عندما تخسر صديقتها المقربة ريما بسبب الحرب الأهلية في لبنان. ريما، التي كانت مرشدة ندى إلى الإسلام، تمثل شخصية محورية في الرواية، خاصة وأنها كانت تلقت دروسًا في الدين من أحمد. الحرب لا تأخذ ريما فقط، بل تترك ندوبًا على جسد ندى وروحها بعد إصابتها أثناء بحثها عن صديقتها.
الفصل الثالث: اختفاء أحمد
يتصاعد التوتر في رواية في قلبي انثى عبرية عندما يختفي أحمد خلال إحدى عمليات المقاومة. يمر أحمد بأربع سنوات فاقدًا لذاكرته، ويعيش في إحدى القرى كمسيحي. في هذه الأثناء، تواجه ندى تحديات كبيرة؛ فقد اعتنقت الإسلام ولكن لم يُسمح لها بالعيش مع والدتها بسبب هذا القرار، مما يغير حياتها تمامًا. كما تعاني من فقدان والدها الروحي جورج، ما يؤثر على حالتها النفسية بشكل كبير.
الفصل الرابع: التحولات الكبرى
تشهد رواية في قلبي انثى عبرية تحولات جذرية في حياة الشخصيات. أحمد يستعيد ذاكرته ويعود إلى ندى، التي تمر بتحولات عاطفية ونفسية كبيرة. يظهر الكاتب قدرة مذهلة على تسليط الضوء على الصراعات الداخلية التي تواجهها الشخصيات، خاصة ندى، التي تعيش بين ديانات وثقافات مختلفة.
تحليل الشخصيات
ندى
ندى هي محور الرواية تعيش صراعًا داخليًا بين انتماءاتها المختلفة، حيث تعكس شخصيتها قوة الإيمان والقدرة على التغلب على المصاعب. تتسم ندى بالرومانسية والروحانية، مما يجعلها شخصية قريبة من القارئ.
أحمد
أحمد يمثل القوة والتضحية، حيث يكرس حياته لخدمة الآخرين رغم الصعوبات التي تواجهه. يُظهر تعامله مع ندى وحبه لها جانبًا إنسانيًا عميقًا.
ريما
ريما هي الشخصية التي تُجسد البراءة والحكمة في الرواية. رغم صغر سنها، تُعد مصدر إلهام لندى بفضل إيمانها القوي وتعاليمها الإسلامية.
أبرز القضايا المطروحة في الرواية
التعايش بين الأديان
تناقش رواية في قلبي انثى عبرية مسألة التعايش بين الأديان بعمق. من خلال الشخصيات المختلفة، تُظهر الرواية كيف يمكن للبشر أن يعيشوا بسلام إذا احترموا اختلافاتهم وتعلموا قبول الآخر.
تأثير الحرب على الإنسان
تصور الرواية كيف تُغير الحروب مصير الأفراد وتُحدث ندوبًا لا تمحى في أرواحهم. تجربة ندى مع الحرب الأهلية اللبنانية تُبرز هذا الجانب بشكل خاص.
الإيمان كقوة دافعة
الرواية تُظهر كيف يمكن للإيمان أن يكون مصدر قوة في الأوقات الصعبة. الشخصيات الرئيسية مثل ندى وأحمد تعيش صراعات روحية تُبرز هذا الجانب.
اقتباسات مؤثرة من الرواية
- “صارت كلمات حبها تُخيفه في الفترة الأخيرة.”
- “فما يحصل حولنا ينسينا أننا نعبد إلهًا واحدًا، وإن اختلفت التفاصيل والملابسات.”
- “لكن هذه الفتاة التي تقف أمامه تقول كلامًا لم يتعود عليه، كلامًا يضع الكثير من المسلمات لديه موضع تشكيك.”
- “شيء ما دائمًا نفقده دون أن ندري في لحظات الانتظار.”
- “كان يصارع الفضول الذي استبد به، وصار يلح عليه حتى يعرف حقيقة أمرها.”
تقييم رواية في قلبي انثى عبرية وآراء النقاد
حازت رواية “في قلبي أنثى عبرية” على إعجاب النقاد والقراء على حد سواء، حيث أشادوا بقدرة الكاتبة خولة حمدي على تقديم موضوع حساس مثل التعايش بين الأديان بأسلوب أدبي ممتع ومؤثر. تميزت الرواية بسلاسة السرد وعمق الشخصيات، مما جعلها واحدة من أكثر الروايات مبيعًا في العالم العربي.
هل لرواية في قلبي انثى عبرية أجزاء أخرى؟
حتى الآن، لم تعلن الكاتبة خولة حمدي عن وجود أجزاء أخرى للرواية. ومع ذلك، يبقى الأمل قائمًا لدى عشاق الرواية الذين يرغبون في استكشاف المزيد من القصص المرتبطة بشخصياتها المميزة.
الخاتمة
رواية “في قلبي أنثى عبرية” هي عمل أدبي استثنائي يجمع بين الرومانسية والدراما الاجتماعية، ويُسلط الضوء على موضوعات حساسة بأسلوب رائع. إذا كنت تبحث عن قصة ملهمة تأخذك في رحلة عاطفية وروحانية، فإن هذه الرواية تستحق بالتأكيد القراءة.