ملخص رواية صائد الذكريات لـ محمد عصمت

Gamila Gaber1 يونيو 2025آخر تحديث :
رواية صائد الذكريات
رواية صائد الذكريات

تعد رواية صائد الذكريات من تأليف محمد عصمت، وفي عالم الأدب العربي المعاصر، تبرز أسماء تسعى لتقديم تجارب قرائية مختلفة، تجمع بين التشويق الفكري والعمق الإنساني، وهذا الكاتب يعد واحدًا من هؤلاء، وروايته الصادرة عن دار نون للنشر والتوزيع (الطبعة الأولى 2016، ونحن بصدد الطبعة الرابعة هنا)، تمثل نموذجًا لافتًا لروايات الغموض النفسي والخيال العلمي التي تلامس أسئلة وجودية كبرى.

مقدمة شاملة عن رواية صائد الذكريات

حين تصبح الذاكرة ساحة للصراع

رواية صائد الذكريات ليست مجرد رواية تشويق وإثارة، بل هي غوص عميق في مفهوم الذاكرة وتأثيرها على تشكيل الهوية الفردية والجماعية. تدور أحداثها في عالم متخيل، لكنه قريب من واقعنا، حيث تنتشر جائحة غامضة تسمى “كوكبينا” تسلب البشر أغلى ما يملكون: ذكرياتهم. في هذا السياق المضطرب، تظهر منظمة أكثر غموضًا، تسعى للسيطرة على ما تبقى من ذكريات، أو ربما استغلال هذا الفراغ لتحقيق مآرب خاصة.

بينما يأتي محمد عصمت، المعروف بقدرته على نسج عوالم معقدة وشخصيات مركبة في أعمال سابقة مثل “الممسوس” و”ذاتوي”، ليقدم لنا في “حصاد” عملًا يمزج بين الإثارة البوليسية، والخيال العلمي الديستوبي، والدراما الإنسانية المؤثرة. الرواية، بجزئها هذا “حصاد”، توحي بأن هناك ما هو أعمق، وأن ما نقرأه هو نتاج أو مرحلة متقدمة من صراع أكبر. أهمية هذا العمل تكمن في قدرته على طرح أسئلة فلسفية حول جوهر الإنسان وما يجعله “هو”، في قالب روائي مشوق يجذب القارئ من الصفحة الأولى.

الفكرة العامة للنص: البحث عن الذات في عالم بلا ذاكرة

الموضوع الرئيسي الذي تستكشفه رواية صائد الذكريات هو أزمة الهوية الناجمة عن فقدان الذاكرة. ماذا لو استيقظت يومًا لا تعرف من أنت، من تحب، ماضيك، أو حتى أبسط تفاصيل حياتك؟ هذا هو الكابوس الذي يعيشه أبطال الرواية، والذي يمتد ليصبح كابوسًا عالميًا. “حصاد” لا تتوقف عند تصوير هذه الأزمة، بل تتجاوزها إلى استكشاف التداعيات الأخلاقية والاجتماعية لظهور كيانات تسعى للتحكم في الذاكرة، سواء بالحذف أو الإضافة أو حتى “الصيد”.

الرسالة العامة التي يحملها النص تبدو متعددة الأوجه في رواية صائد الذكريات:

  1. الذاكرة هي جوهر الهوية: بدونها، يصبح الإنسان صفحة بيضاء، عرضة للتلاعب والتشكيل.

  2. خطورة السيطرة على المعلومة: عندما تصبح الذاكرة سلعة أو أداة قوة، تبرز مخاطر الاستبداد الفكري والتحكم في مصائر البشر.

  3. البحث عن الحقيقة كغريزة إنسانية: حتى في ظل الفقدان التام، هناك دافع داخلي لدى الشخصيات للسعي وراء الحقيقة، وراء ماضيهم المسلوب.

  4. تساؤلات حول الأخلاق والضرورة: هل يمكن تبرير أفعال غير أخلاقية (مثل سرقة الذكريات) باسم مصلحة عليا أو ضرورة ملحة؟

سياق الكتابة وأسلوب السرد: إيقاع متسارع ولغة مكثفة

يتبنى محمد عصمت في رواية صائد الذكريات أسلوب سرد يجمع بين السرعة والتشويق والعمق النفسي.

  • السرد متعدد الأصوات (Multiple POVs): يتنقل الكاتب ببراعة بين وجهات نظر شخصيات متعددة (حازم، شيزو، فريد، رمزي وغيرهم)، مما يمنح القارئ رؤية بانورامية للأحداث ويسمح له بفهم دوافع كل شخصية من منظورها الخاص. هذا التعدد يساهم في بناء عالم الرواية المعقد ويكشف عن طبقات الغموض تدريجيًا.

  • الإيقاع المتسارع: الأحداث تتلاحق بوتيرة سريعة، خاصة في مشاهد المطاردات والمواجهات. يعتمد الكاتب على جمل قصيرة ومكثفة في لحظات التوتر، مما يعكس حالة الشخصيات ويشد أعصاب القارئ.

  • الحوارات الكاشفة: الحوارات ليست مجرد أداة لتقديم المعلومات، بل هي وسيلة لكشف طبيعة الشخصيات، صراعاتها الداخلية، وعلاقاتها المتشابكة. غالبًا ما تكون الحوارات مشحونة بالتوتر والأسئلة الوجودية.

  • الوصف الدقيق والموجز: يركز الوصف على خلق الجو العام للمشهد (سواء كان مكانًا مغلقًا يبعث على الرهبة أو مدينة تعاني من جائحة) وعلى الحالة النفسية للشخصيات، دون إغراق القارئ في تفاصيل غير ضرورية.

  • استخدام تقنية “تيار الوعي” بشكل محدود: في لحظات معينة، خاصة عندما تعاني الشخصيات من ارتباك أو صدمة بسبب فقدان الذاكرة أو اكتشاف حقائق مؤلمة، يلجأ الكاتب إلى ما يشبه تيار الوعي، حيث تتداخل الأفكار والمشاعر والانطباعات.

تأثير هذا الأسلوب على القارئ كبير؛ فهو يجعله منغمسًا بالكامل في الأحداث، يشعر بالارتباك والضياع مع الشخصيات الفاقدة لذاكرتها، ويحاول جاهدًا تجميع خيوط اللغز مع تقدم القراءة. اللغة، رغم بساطتها الظاهرية، تحمل عمقًا وقدرة على إثارة المشاعر المختلفة.

الشخصيات الرئيسية: أقنعة وهوية متغيرة

تتميز رواية صائد الذكريات بشخصياتها المركبة التي تتطور وتتكشف طبقاتها مع تطور الأحداث.

  1. حازم: يمثل نقطة الانطلاق للكثير من الأحداث. يستيقظ فاقدًا للذاكرة، ليجد نفسه متورطًا في صراع لا يفهم أبعاده. رحلته هي رحلة بحث عن الذات، عن الحقيقة، وعن زوجته المفقودة. دوافعه تتأرجح بين الرغبة في استعادة حياته، والخوف مما قد يكشفه الماضي، والغضب من كونه أداة في لعبة أكبر منه. تطوره يكمن في انتقاله من حالة الضياع التام إلى محاولة استعادة السيطرة على مصيره، حتى لو كان ذلك يعني مواجهة حقائق مؤلمة.

  2. شيزو تاكاهاري: شخصية محورية وغامضة، يبدو كأحد قادة “المنظمة” أو “كتيبة المحاربين”. يمثل الوجه الآخر للعملة؛ فهو “صائد الذكريات” الذي يؤمن بأن ما يفعله ضروري. دوافعه تبدو مرتبطة بفلسفة معينة حول الذاكرة ودورها في استقرار العالم أو تحقيق هدف أسمى علاقته بحازم وفريد معقدة، تتراوح بين العداء والتحالف الظرفي. هل هو منقذ أم جلاد؟ هذا السؤال يظل معلقًا.

  3. فريد: شخصية تبدو في البداية كضحية أخرى، لكن دوره يتعاظم ليصبح لاعبًا أساسيًا في الصراع. دوافعه مرتبطة بالولاء والخيانة، وبالسعي للانتقام أو لتصحيح خطأ ما. تطوره يظهر في تحوله من شخصية تبدو سلبية إلى شخصية تتخذ قرارات مصيرية.

  4. رمزي: يظهر كشخصية ذات سلطة، ربما محقق أو مسؤول أمني. يسعى لكشف الحقيقة وراء “المنظمة” وأنشطتها. دوافعه تبدو أكثر وضوحًا: تحقيق العدالة وحماية المجتمع. علاقته بالشخصيات الأخرى غالبًا ما تكون علاقة استجواب وتحقيق، لكنها تكشف عن جوانب إنسانية في شخصيته.

  5. سكارليت مانيرو: شخصية أنثوية تحمل جسدها ذكريات امرأة أخرى. دورها يسلط الضوء على فكرة “تبادل الأجساد” أو “استعارة الذكريات”، مما يضيف بعدًا آخر لتعقيدات الهوية.

العلاقات بين هذه الشخصيات محكومة بالشك، انعدام الثقة، التحالفات الهشة، والخيانات كل شخصية تحمل جزءًا من اللغز، وتفاعلاتهم هي ما يدفع الحبكة قدمًا نحو كشف المزيد من الأسرار.

الأحداث المؤثرة والمشاهد الدرامية: لحظات حبس الأنفاس

رواية صائد الذكريات مليئة بالأحداث المشوقة والمشاهد التي تبقى في ذهن القارئ:

  • مشهد استيقاظ حازم الأول: حالة الضياع التام، الغرفة المجهولة، ومحاولة تجميع أي خيط من الماضي. هذا المشهد يؤسس للجو العام رواية صائد الذكريات ويجعل القارئ يتعاطف فورًا مع حازم.

  • المواجهات بين حازم وشيزو: هذه المواجهات ليست مجرد صراع جسدي، بل هي صراع أفكار وفلسفات حول الذاكرة والهوية الحوارات بينهما تكشف عن عمق الأزمة التي يعيشها العالم.

  • كشف حقيقة جائحة “كوكبينا”: المعلومات التي تتكشف تدريجيًا حول هذه الجائحة العالمية وقرارات الأمم المتحدة تضفي بعدًا عالميًا على الصراع الشخصي للأبطال.

  • عمليات “صيد الذكريات” أو “نقلها”: المشاهد التي تصف كيف يتم التعامل مع الذاكرة كشيء مادي يمكن نقله أو سرقته هي من أكثر المشاهد إثارة للخيال والرعب في آن واحد.

  • لحظات الكشف عن الهويات المتبادلة: عندما يكتشف أحدهم أن جسده يستضيف ذكريات شخص آخر، أو أن ذكرياته الحالية ليست له، تكون هذه لحظات درامية قوية تهز كيان الشخصية والقارئ معًا.

  • المطاردات والمواجهات المسلحة: يضفي الكاتب جرعة من الأكشن من خلال مشاهد المطاردات في مواقع مختلفة من العالم، والمواجهات بين “المنظمة” وأعدائها.

هذه الأحداث لا تهدف للإثارة المجردة، بل تخدم الحبكة وتساهم في تطوير الشخصيات وكشف أبعاد القضية الرئيسية. الكاتب ينجح في جعل القارئ يشعر بالتوتر، الخوف، الارتباك، وحتى الحزن مع شخصياته.

رواية صائد الذكريات
رواية صائد الذكريات

الرسائل والموضوعات الأساسية: ما وراء السرد المشوق

تحت عباءة الغموض والخيال العلمي، تناقش رواية صائد الذكريات مجموعة من القضايا العميقة:

  • الذاكرة والهوية: هل نحن مجرد مجموع ذكرياتنا؟ ماذا يحدث لو فقدناها؟ هل يمكن استبدال هوية بأخرى عبر استبدال الذكريات؟ رواية صائد الذكريات تجعلنا نتأمل في هشاشة هويتنا وارتباطها الوثيق بماضينا.

  • الأخلاق في العلم والتكنولوجيا: تطرح رواية صائد الذكريات تساؤلات حول الحدود الأخلاقية للتدخل التكنولوجي في جوهر الإنسان، هل يحق لأي جهة، مهما كانت نواياها، أن تتلاعب بذاكرة البشر؟

  • السلطة والتحكم: تستكشف رواية صائد الذكريات كيف يمكن للسلطة (سواء كانت حكومية أو ممثلة في منظمة سرية) أن تسعى للتحكم في الأفراد من خلال التحكم في معلوماتهم وذكرياتهم.

  • الحقيقة والوهم: في عالم يمكن فيه تزييف الذكريات، يصبح التمييز بين الحقيقة والوهم مهمة شبه مستحيلة. هذا يلقي بظلال من الشك على كل ما تراه الشخصيات وتعيشه.

  • فكرة الخلاص والتضحية: بعض الشخصيات قد ترى في التلاعب بالذاكرة وسيلة للخلاص من ماضٍ مؤلم أو لتحقيق هدف نبيل. هنا يبرز سؤال التضحية: هل يمكن التضحية بذكريات البعض من أجل مصلحة الكل؟

  • الحب والفقد: حتى في ظل فقدان الذاكرة، يبقى هناك شعور دفين بالحب أو الفقد تجاه أشخاص كانوا جزءًا من حياة الشخصيات. هذا يؤكد على قوة الروابط الإنسانية التي قد تتجاوز الذاكرة الواعية.

هذه الموضوعات تجعل رواية صائد الذكريات تتجاوز كونها مجرد قصة مسلية، لتقدم مادة للتفكير والتأمل في قضايا إنسانية جوهرية، ترتبط بواقعنا المعاصر حيث أصبحت المعلومة والبيانات الشخصية ساحة للصراع والتحكم.

الجوانب العاطفية والإنسانية: لمس أوتار القلوب

ينجح محمد عصمت في إثارة مجموعة واسعة من المشاعر لدى القارئ:

  • الارتباك والضياع: يشعر القارئ بالضياع مع الشخصيات التي فقدت ذاكرتها، ويحاول معها تجميع أجزاء الصورة المبعثرة.

  • الخوف والتوتر: مشاهد المطاردات، المواجهات، والكشف عن المؤامرات تخلق جوًا من التوتر المستمر.

  • الحزن والأسى: الشعور بالحزن على ما فقدته الشخصيات من ذكريات وعلاقات، وعلى الأرواح التي ضاعت بسبب الصراع.

  • الغضب والسخط: الشعور بالغضب تجاه المنظمات أو الأفراد الذين يتلاعبون بمصائر الآخرين ويستغلون ضعفهم.

  • الأمل والتعاطف: يتعاطف القارئ في رواية صائد الذكريات مع سعي الشخصيات لاستعادة هويتها وحياتها، ويأمل معها في كشف الحقيقة وتحقيق العدالة.

  • الحيرة الأخلاقية: يجد القارئ نفسه في حيرة أخلاقية تجاه بعض الشخصيات التي تتخذ قرارات صعبة في ظروف استثنائية.

الكاتب لا يكتفي بسرد الأحداث في رواية صائد الذكريات، بل يغوص في الحالة النفسية لشخصياته، وينقل لنا مشاعرهم بصدق، مما يجعلنا نتفاعل معهم كبشر حقيقيين يعيشون مأساة إنسانية.

السياق التاريخي والثقافي: مرآة لعصر مضطرب

على الرغم من أن رواية صائد الذكريات تنتمي إلى الخيال العلمي، إلا أنها تعكس بشكل ما بعض سمات العصر الحالي:

  • عصر المعلومات والبيانات: رواية صائد الذكريات تستلهم فكرتها من الأهمية المتزايدة للمعلومات والبيانات في حياتنا، ومخاطر اختراق الخصوصية والتحكم في هذه البيانات.

  • الأزمات العالمية: فكرة الجائحة العالمية (“كوكبينا”) تذكرنا بالأزمات الصحية العالمية التي شهدها العالم، وكيف يمكن لهذه الأزمات أن تغير شكل حياتنا وتؤدي إلى ظهور إجراءات استثنائية.

  • المنظمات السرية ونظريات المؤامرة: الرواية تلعب على وتر نظريات المؤامرة ووجود منظمات سرية تتحكم في مصائر العالم، وهو موضوع يجد صدى في الثقافة الشعبية المعاصرة.

  • التكنولوجيا وتأثيرها على الإنسان: تطرح رواية صائد الذكريات تساؤلات حول إلى أي مدى يمكن للتكنولوجيا أن تتدخل في جوهر الإنسان وتغير طبيعته.

الخلفية الثقافية مصرية وعربية بشكل عام، لكن الأحداث تتنقل بين مواقع عالمية مختلفة (نيويورك، طوكيو، وغيرها)، مما يضفي على الرواية طابعًا عالميًا ويعكس ترابط العالم الحديث.

تقييم العمل الأدبي: مزيج من القوة والعمق

رواية صائد الذكريات عمل روائي يتمتع بالعديد من الجوانب الإيجابية:

  • فكرة مبتكرة وجريئة: استكشاف مفهوم الذاكرة والهوية بهذا العمق والتشويق يعد من نقاط قوة الرواية.

  • حبكة متماسكة ومثيرة: الكاتب ينجح في بناء حبكة معقدة ومليئة بالتحولات والمفاجآت التي تبقي القارئ مشدودًا حتى النهاية.

  • شخصيات مرسومة بعناية: الشخصيات ليست مسطحة، بل تتمتع بعمق نفسي وتطور ملحوظ.

  • لغة سلسة ومناسبة للنوع الأدبي: اللغة واضحة ومباشرة، تخدم الإيقاع السريع للأحداث دون أن تفقد قدرتها على التعبير عن المشاعر والأفكار العميقة.

  • طرح أسئلة فلسفية مهمة: الرواية لا تكتفي بالإثارة، بل تدفع القارئ للتفكير في قضايا وجودية وأخلاقية.

أما الجوانب التي قد يراها البعض سلبية، فقد تتمثل رواية صائد الذكريات في:

  • التعقيد أحيانًا: قد يشعر بعض القراء بالارتباك بسبب كثرة الشخصيات وتداخل الأحداث وتشابك الخيوط، خاصة في البداية.

  • النهايات المفتوحة (أو الشعور بالاستمرارية): كونها جزءًا من سلسلة (كما يوحي العنوان “حصاد”)، قد تترك بعض الأسئلة معلقة، مما قد لا يرضي القارئ الذي يبحث عن خاتمة نهائية لكل التفاصيل. (وهذا طبيعي في السلاسل).

بشكل عام، رواية صائد الذكريات عمل مؤثر وممتع، يمثل إضافة قيمة للأدب العربي في مجال الخيال العلمي والتشويق النفسي.

اقتباسات بارزة: كلمات تحمل ثقل الذاكرة

من الصعب اختيار اقتباسات محددة دون الإشارة إلى سياقها، لكن بعض العبارات التي تعكس جوهر رواية صائد الذكريات يمكن أن تكون:

  • “إلى كل روح تاهت في عالم غانم بحثًا عن الحقائق” (من الإهداء): هذا الإهداء يلخص رحلة البحث عن الذات والحقيقة التي تخوضها شخصيات الرواية.

  • “ماذا لو كانت ذكرياتك ليست لك؟ ماذا لو كانت حياتك كلها مجرد وهم زرعه أحدهم في عقلك؟” (فكرة مستوحاة من جو الرواية): هذه الأسئلة تجسد الكابوس الذي يعيشه الأبطال.

  • “الذاكرة هي ساحة المعركة الأخيرة… من يسيطر عليها، يسيطر على كل شيء.” (فكرة مستوحاة): تعكس الصراع على الذاكرة كأداة قوة.

  • يوجد على الغلاف الخلفي للرواية مقتطف يلخص جزءًا من معاناة البطل: “شعر بشيء ما يحدث، عضلاته تتصلب وجسده يتشنج بعنف، آلمه جسده للحظات ولكن الألم ضاع بين غياهب النشوة التي شعر بها، شعر كما لو أن هناك شذى يتسلل من مخه ليتسرب لكامل جسده، يحتل كل خلية في جسده مُخيلًا إياها لقشعريرة لذة منفصلة عن شقيقاتها، شعر كما لو أنه يجرب نوعًا جديدًا من المخدرات، امتلأت جبهته بالعرق البارد وأطلق آهة عميقة قبل أن يعتدل وعينيه تلتمعان في قوة خالصة، كما لو كان أمسك سلكًا كهربائيًا عاريًا ولكنه صعق بالبهجة والنشوة، شعر بالذكريات تتسلل لتملأ عقله والأحاسيس تتسلل إلى قلبه لتختبئ خلف أحاسيسه الشخصية، للمرة الأولى يشعر كما لو أن بداخله عدة أشخاص، جسده يحتوي على عدة ذاكرات، لقد صاد ذكرياتهما ويشعر بهما بداخله، أغلق عينيه في نشوة بالغة وهو يشعر بالقوة النابعة عن كثرة عدد الذكريات بجسده، ابتسم لاكتشافه نبع قوة لم يعرفه غيره، أو هكذا تخيل..!” هذا المقتطف يقدم لمحة عن تجربة الشخصيات وعن أسلوب الكاتب.

التوسع في التفاصيل الثانوية: خيوط تعزز النسيج

  • الشخصيات الثانوية: شخصيات مثل “كيان باو” (المستشار الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة)، وبعض أعضاء “المنظمة” أو ضحاياها، يساهمون في بناء عالم الرواية وإضافة طبقات من التعقيد. دورهم قد يكون صغيرًا، لكنه يخدم الحبكة الرئيسية أو يسلط الضوء على جانب معين من الأزمة.

  • التفاصيل الجانبية: الإشارات إلى مدن مختلفة حول العالم، ووصف التكنولوجيا المستخدمة في التعامل مع الذاكرة، والبروتوكولات التي تتبعها المنظمات المختلفة، كلها تفاصيل جانبية تزيد من واقعية العالم المتخيل وتثري تجربة القراءة.

  • مشاهد الفلاش باك (أو الذكريات المستعادة/المزروعة): هذه المشاهد، حتى لو كانت قصيرة، تلعب دورًا مهمًا في كشف ماضي الشخصيات ودوافعها، أو في تضليل القارئ أحيانًا.

تأثير الكتاب على الأدب والقارئ: بصمة في عالم الخيال

رواية صائد الذكريات تساهم في:

  • تعزيز مكانة أدب الخيال العلمي والتشويق في المشهد الأدبي العربي: تقدم نموذجًا ناجحًا لكيفية تناول موضوعات معقدة وعالمية بلغة عربية وأسلوب يجذب القارئ المحلي.

  • فتح آفاق جديدة للتفكير: الرواية تدفع القارئ للتفكير في علاقته بذاكرته، وفي أهمية الخصوصية، وفي التداعيات الأخلاقية للتطور التكنولوجي السريع.

  • خلق تجربة قرائية ممتعة ومثيرة فكريًا: القارئ لا يستمتع فقط بالحبكة المشوقة، بل يخرج من الرواية محملاً بأسئلة وتأملات تستمر معه لفترة طويلة.

تأثيرها على القارئ يتمثل في جعله أكثر وعيًا بهشاشة الذاكرة وأهميتها، وربما أكثر تشككًا في “الحقائق” المسلم بها.

ما وراء السطور: دعوة للتأمل في جوهر الوجود

في نهاية المطاف، رواية صائد الذكريات ليست مجرد قصة عن فقدان الذاكرة، بل هي استكشاف عميق لما يعنيه أن تكون إنسانًا هي رحلة مروعة ومثيرة في آن واحد، تأخذنا إلى عوالم مظلمة حيث تتداخل الحقيقة بالوهم، وتصبح الذاكرة ساحة للصراع. محمد عصمت يقدم لنا عملًا يجعلنا نتوقف لنتساءل: من نحن حقًا بدون ذكرياتنا؟ وما هو الثمن الذي نحن على استعداد لدفعه من أجل استعادتها، أو ربما من أجل نسيانها؟

رواية صائد الذكريات تستحق القراءة ليس فقط لمتعة التشويق والغموض التي تقدمها، بل لأنها تلامس أوتارًا حساسة في وعينا الإنساني، وتدعونا للتفكير في أسئلة قد لا نجد لها إجابات سهلة، لكن مجرد طرحها هو خطوة نحو فهم أعمق لأنفسنا وللعالم من حولنا. إنها دعوة للغوص في بحر الذاكرة، حيث كل موجة تحمل قصة، وكل قطرة تخفي سرًا، وحيث “الحصاد” قد يكون مريرًا بقدر ما هو ضروري.

شعار تطبيق روايات بدون إنترنت

روايات بدون إنترنت

اقرأ رواياتك المفضلة في أي وقت وأي مكان

هل أعجبتك هذه الرواية؟ يمكنك الآن الاستمتاع بقراءة هذه الرواية وآلاف الروايات الأخرى بدون إنترنت من خلال تطبيقنا المجاني!

قراءة بدون إنترنت
تحديثات مستمرة
إشعارات بالجديد

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق