ملخص كتاب كن بخير لـ عائشة العمران

Gamila Gaber7 أبريل 2025آخر تحديث :
كتاب كن بخير
كتاب كن بخير

يعد كتاب كن بخير في عالم يموج بالضغوط والتحديات، وحيث يبدو الحزن أحيانًا ضيفًا ثقيل الظل يرفض الرحيل، يأتي كتاب كن بخير للكاتبة الكويتية عائشة العمران كهمسة دافئة ورسالة أمل رقيقة. هذا الكتاب، الذي يحمل عنوانًا فرعيًا معبرًا “الكتاب الذي يربتُ عليك”، ليس مجرد مجموعة من الكلمات المطبوعة، بل هو بمثابة صديق حميم يُصغي بصمت، ويُقدم العزاء، ويُشجع برفق على النهوض مجددًا. صادر عن دار سما للنشر والتوزيع في الكويت عام 2017، ووصل إلى طبعات متعددة (الطبعة 22 ظاهرة في إحدى الصور)، مما يعكس مدى القبول الواسع الذي حظي به لدى القراء في العالم العربي.

لا يمكن تصنيف كتاب كن بخير ضمن كتب التنمية الذاتية التقليدية التي تركز على استراتيجيات النجاح المادي أو المهني الصارمة، بل هو ينتمي إلى فئة الأدب الإنساني والإلهامي الذي يخاطب الروح والقلب مباشرةً. الكاتبة عائشة العمران، بأسلوبها العذب ولغتها القريبة من النفس، لا تقدم حلولًا سحرية أو وعودًا براقة، بل تشارك القارئ “محاولات لإقناع شخص ما أن يمنح الحياة فرصة أخرى لإسعاده”.

الفكرة العامة عن كتاب كن بخير

دعوة للتعافي وإعادة اكتشاف الأمل

يدور المحور الرئيسي كتاب كن بخير حول فكرة التعافي النفسي والعاطفي والقدرة على الصمود (Resilience) في وجه مصاعب الحياة. الكتاب بمجمله هو دعوة صريحة ومخلصة للقارئ، الذي قد يكون مثقلًا بالهموم أو يمر بمنعطف صعب، لكي يتبنى موقفًا أكثر لطفًا تجاه نفسه وتجاه الحياة. الرسالة العامة التي يحملها النص هي أن الخير ممكن دائمًا، وأن الشعور بالضيق أو الحزن ليس نهاية المطاف، بل هو جزء طبيعي من التجربة الإنسانية يمكن تجاوزه والتعلم منه.

تتجسد هذه الفكرة عبر فصول كتاب كن بخير المتعددة، التي تنتقل بالقارئ من ضرورة التصالح مع الذات والبدء من الداخل (الفصل الأول: كن بخير من الداخل)، مرورًا بمواجهة الحزن وتقبله كجزء من الحياة لا كعدو يجب سحقه (الفصل الثاني: كن بخير في مواجهة الحزن)، ووصولًا إلى زرع بذور الأمل واليقين بأن الفرج قريب حتى في أحلك الظروف (الفصل الثالث: كن بخير فالفرج قريب). كما يؤكد الكتاب على أهمية العناية بالنفس وحب الذات كخطوة أساسية للشفاء (الفصل الرابع: كن بخير وحافظ على نفسك)، وإدارة العلاقات مع الآخرين بوعي وحكمة دون انتظار ما لا يمكنهم تقديمه (الفصل الخامس: كن بخير مع الآخرين)، وأخيرًا، تبني مهارات وممارسات يومية تساهم في الشعور بالسعادة والرضا (الفصل السادس: كن بخير ومارس مهارات السعداء).

الرسالة الجوهرية هي أن السعادة ليست غيابًا للمشاكل، بل هي قدرة على التعامل معها بسلام داخلي وقوة مستمدة من الإيمان والوعي الذاتي.

سياق الكتابة وأسلوب السرد: حوار هادئ مع الروح

تستخدم عائشة العمران أسلوبًا يمزج بين الكتابة التأملية والخواطر والنصائح المباشرة، وكل ذلك مغلف بلغة أدبية رقيقة وشاعرية أحيانًا. الأسلوب ليس سرديًا تقليديًا يعتمد على حبكة وأحداث متصاعدة، بل هو أقرب إلى حوار هادئ ومستمر مع القارئ. الكاتبة تخاطب القارئ مباشرةً، غالبًا بصيغة المخاطب المفرد، مما يخلق شعورًا بالحميمية والقرب، وكأنها تجلس بجواره، تربت على كتفه بالفعل.

تعتمد الكاتبة على التشبيهات والاستعارات لتوضيح أفكارها وجعلها أكثر تأثيرًا (مثل وصف الكتاب بالبطانية السويسرية الفاخرة في المقدمة). كما تستخدم الاقتباسات بشكل لافت، سواء كانت آيات قرآنية، أحاديث نبوية، أقوالًا مأثورة لشعراء وحكماء (مثل الإمام الشافعي، ابن القيم، نجيب محفوظ، محمود درويش، نيلسون مانديلا وغيرهم)، أو حتى أمثلة من الحياة اليومية. هذا التنوع في المصادر يثري النص ويقدم وجهات نظر متعددة حول نفس الفكرة.

الأسلوب يتسم بالهدوء واللطف، ويتجنب لغة الأوامر أو النقد اللاذع. حتى عندما تتحدث عن الأخطاء أو الصعوبات، فإنها تفعل ذلك بتعاطف وتفهم. هذا الأسلوب له تأثير كبير على القارئ؛ فهو يشعره بالأمان والتقبل، ويجعله أكثر استعدادًا لتلقي الرسائل الإيجابية والتفكير فيها بعمق. تجربة القراءة تصبح أشبه بجلسة استرخاء وتأمل، تساعد على تهدئة النفس وإعادة ترتيب الأفكار.

الشخصيات “الرئيسية”: القارئ والكاتبة كرفقاء درب

باعتباره كتابًا غير روائي، لا توجد شخصيات بالمعنى التقليدي في كتاب كن بخير ومع ذلك، يمكن تحديد شخصيتين محوريتين تتفاعلان عبر النص:

  1. القارئ (المتلقي): هو الشخصية المحورية التي يدور حولها الكتاب. الكاتبة ترسم ملامح هذا القارئ كشخص يمر بفترة صعبة، قد يكون حزينًا، قلقًا، محبطًا، أو يشعر بالوحدة والضياع. الكتاب موجه له مباشرة، بكل ما يحمله من هموم وتساؤلات ومشاعر متضاربة. الكاتبة تتفهم هذا القارئ، تتعاطف معه، وتحاول أن تقدم له ما يساعده على الشعور بالتحسن. لا توجد تفاصيل محددة عن هذا القارئ، مما يجعله نموذجًا عامًا للإنسان في لحظات ضعفه وحاجته للدعم، وبالتالي يمكن لأي قارئ يمر بظروف مشابهة أن يجد نفسه في هذه الصورة.

  2. الكاتبة (المرشدة/الصديقة): تظهر الكاتبة من خلال صوتها وأسلوبها كشخصية حكيمة، متعاطفة، ومرشدة لطيفة. هي لا تتخذ موقف المعلم المتسلط أو الخبير المتعالي، بل تقدم نفسها كرفيقة درب، كصديقة تشارك تجاربها (بشكل ضمني أحيانًا) وخواطرها لمساعدة الآخر. يتضح من المقدمة أنها كتبت هذا الكتاب انطلاقًا من شعور بالعجز عن مساعدة الجميع بشكل شخصي، فأرادت أن يكون الكتاب امتدادًا لهذا الدعم. هذه الشخصية تتميز بالإيجابية الهادئة، الإيمان العميق، والتفهم الإنساني.

العلاقة بين هاتين الشخصيتين هي علاقة دعم وتوجيه رقيق. الكاتبة تأخذ بيد القارئ، تطمئنه، تفتح له نوافذ للأمل، وتشجعه على اتخاذ خطوات صغيرة نحو التعافي، مع احترام كامل لمشاعره وتجربته الخاصة.

الأحداث المؤثرة والمشاهد “الدرامية”: نقاط التحول الفكرية

بما أن كتاب كن بخير لا يتبع حبكة روائية، فإن “الأحداث المؤثرة” هنا هي الأفكار والمفاهيم الرئيسية التي تقدمها الكاتبة والتي يمكن أن تُحدث تحولًا في منظور القارئ أو مشاعره. يمكن اعتبار كل فصل أو قسم صغير بمثابة “مشهد” يركز على جانب معين من جوانب التعافي النفسي. بعض هذه النقاط المؤثرة تشمل:

  • فكرة أن التغيير يبدأ من الداخل: التأكيد على أن السعي للسلام الداخلي والرضا هو نقطة البداية، وأن الاعتماد على الخارج أو الآخرين لجلب السعادة هو وهم. (الفصل الأول)

  • إعادة تعريف الحزن: تقديمه ليس كفشل أو ضعف، بل كجزء طبيعي من الحياة، وحتى كـ”وقود” يمكن أن يدفع الإنسان للنمو والتغيير. (الفصل الثاني)

  • قوة الأمل واليقين بالفرج: التركيز على أن الظروف الصعبة مؤقتة وأن بعد العسر يسرًا، حتى لو بدا الواقع مظلمًا. (الفصل الثالث)

  • أهمية مسامحة الذات وحبها: الدعوة إلى التوقف عن جلد الذات على الأخطاء الماضية، وضرورة معاملة النفس بلطف ورحمة كما نعامل أعز الأصدقاء. (الفصل الرابع)

  • تحرير النفس من قيود انتظار الآخرين: فهم أن لكل شخص حياته وظروفه، وأن الاعتماد المطلق على الآخرين أو محاولة تغييرهم هو مصدر للإحباط. (الفصل الخامس)

  • قيمة الخطوات الصغيرة والمستمرة: التأكيد على أن التغييرات الكبيرة تأتي من تراكم أفعال صغيرة ومستمرة، وأن السعادة تكمن أحيانًا في الممارسات البسيطة واليومية. (الفصل السادس)

هذه الأفكار، عندما تُقدم بأسلوب الكاتبة المتعاطف والمقنع، يمكن أن تكون بمثابة “لحظات تنوير” أو “مشاهد درامية” فكرية تجذب القارئ وتثير تأمله ومشاعره، وتدفعه نحو إعادة تقييم نظرته لنفسه وللحياة.

كتاب كن بخير
كتاب كن بخير
الرسائل والموضوعات الأساسية: مزيج من الروحانية وعلم النفس الإيجابي

يناقش كتاب كن بخير مجموعة واسعة من القضايا والموضوعات الإنسانية والأخلاقية، والتي يمكن تلخيص أبرزها في:

  • الإيمان كمرتكز للصمود: يتجلى البعد الروحي والإيماني بوضوح في الكتاب، حيث يُقدم الإيمان بالله والتوكل عليه والقرب منه كمصدر أساسي للقوة والطمأنينة في مواجهة الشدائد. (مثل قسم “اقترب من الله”)

  • الوعي الذاتي وتقبل الذات: الدعوة المستمرة لفهم النفس، تقبل نقاط ضعفها وقوتها، ومسامحتها على أخطائها. (مثل قسم “سامح نفسك”، “أحب نفسك”)

  • إدارة المشاعر السلبية: التعامل مع الحزن والقلق والإحباط بطريقة صحية، ليس بكبتها أو إنكارها، بل بفهمها وتقبلها وتحويلها إلى دافع للتغيير.

  • الأمل والتفاؤل: التأكيد على أن الظروف تتغير وأن بعد كل صعوبة هناك مخرج، وأن التفكير الإيجابي ليس ترفًا بل ضرورة. (مثل قسم “هذا الوضع مؤقت”، “أليس الصبح بقريب؟”)

  • العلاقات الإنسانية الصحية: أهمية وضع حدود صحية في العلاقات، عدم التعلق المفرط، وفهم ديناميكيات التعامل مع الآخرين بواقعية. (مثل قسم “لا تنتظر شيئًا من أحد”)

  • أهمية اللحظة الحالية والامتنان: الدعوة إلى التركيز على الحاضر، الاستمتاع بالأشياء البسيطة، وممارسة الامتنان كطريق للشعور بالرضا. (مثل قسم “اضحك على همومك الصغيرة”، “استمتع بالرحلة”)

  • قيمة الصبر والمثابرة: فهم أن التعافي والتغيير يحتاجان إلى وقت وجهد، وأن النتائج لا تأتي دائمًا بسرعة.

هذه الموضوعات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بواقعنا الحالي الذي يتسم بالضغوط المتزايدة والحاجة الملحة إلى إيجاد معنى وسكينة في الحياة. الكتاب يقدم رؤية متوازنة تجمع بين الحكمة الروحية ومبادئ علم النفس الإيجابي، مما يجعله ذا تأثير واسع على الفكر الإنساني المعاصر الباحث عن الطمأنينة.

الجوانب العاطفية والإنسانية: عناق دافئ للقلب المثقل

ينجح كتاب كن بخير بشكل كبير في إثارة مجموعة متنوعة من المشاعر الإيجابية والداعمة لدى القارئ. أبرز هذه المشاعر:

  • التعاطف والطمأنينة: يشعر القارئ بأن الكاتبة تتفهم معاناته ولا تقلل من شأنها، مما يمنحه شعورًا بالراحة والطمأنينة بأنه ليس وحده في مواجهة صعوباته.

  • الأمل والتفاؤل: تبث الكاتبة الأمل في نفس القارئ من خلال التأكيد على قدرته على التجاوز وعلى أن المستقبل يمكن أن يكون أفضل.

  • القبول والسكينة: يساعد الكتاب القارئ على تقبل مشاعره وظروفه الحالية كخطوة أولى نحو التغيير، مما يقلل من حدة الصراع الداخلي ويجلب شعورًا بالسكينة.

  • الحب الذاتي والرحمة: يشجع الكتاب القارئ على أن يكون أكثر لطفًا ورحمة مع نفسه، مما يعزز شعوره بالقيمة الذاتية ويقلل من لوم الذات.

  • الإلهام والتحفيز: يقدم الكتاب جرعة من الإلهام تدفع القارئ إلى اتخاذ خطوات عملية، مهما كانت صغيرة، لتحسين حالته النفسية والعاطفية.

تنجح الكاتبة في إيصال هذه المشاعر من خلال:

  • لغتها الرقيقة والمباشرة: التي تخاطب القلب مباشرة.

  • استخدامها لقصص وأمثلة (ضمنية أو صريحة) تلامس الواقع: يشعر القارئ بأن ما يمر به هو جزء من التجربة الإنسانية المشتركة.

  • نبرتها المتفائلة والهادئة: التي تبعث على الهدوء والثقة.

  • تكرار رسائل الدعم والتشجيع: التي تعمل كتربيت حقيقي على الكتف.

كتاب كن بخير في جوهره هو تجربة عاطفية إنسانية بقدر ما هو مجموعة من الأفكار والنصائح.

السياق التاريخي والثقافي: استجابة للحاجة المعاصرة في بيئة عربية

صدر كتاب كن بخير عام 2017، في فترة يشهد فيها العالم العربي، كغيره من مناطق العالم، تحولات اجتماعية واقتصادية متسارعة، وما يصاحبها من ضغوط نفسية وقلق متزايد لدى الأفراد. يعكس الكتاب هذه الحاجة المعاصرة إلى أدوات تساعد على التأقلم النفسي وإيجاد التوازن الداخلي.

كما يعكس كتاب كن بخير الخلفية الثقافية العربية والإسلامية بشكل واضح. فالإشارات المتكررة إلى الله، والاعتماد على القرآن والسنة كمصادر للحكمة والإلهام، واستخدام الاقتباسات من التراث العربي والإسلامي، كلها عناصر تجعل الكتاب متجذرًا في بيئته الثقافية. هذا لا يعني أنه موجه للمسلمين فقط، فالقيم الإنسانية التي يدعو إليها (كالصبر، الأمل، الرحمة، حب الذات) هي قيم عالمية، ولكن تقديمه ضمن هذا الإطار الثقافي يجعله أكثر قربًا وتأثيرًا لدى القارئ الذي يشارك الكاتبة نفس الخلفية.

كتاب كن بخير يمثل نموذجًا للتوفيق بين الأصالة والمعاصرة؛ فهو يستلهم من التراث الروحي والثقافي، ولكنه يقدمه بلغة وأسلوب يتناسب مع احتياجات الإنسان المعاصر وتحدياته.

تقييم العمل الأدبي: نقاط القوة والضعف

نقاط القوة:

  • الأسلوب المتعاطف والحميمي: يجعله سهل الوصول ومريحًا للقراءة.

  • اللغة الأدبية الرقيقة: تضيف بُعدًا جماليًا وتأثيرًا عاطفيًا.

  • المحتوى الإيجابي والملهم: يقدم جرعة مركزة من الأمل والدعم النفسي.

  • التوازن بين الروحانية والنفسية: يخاطب جوانب متعددة من التجربة الإنسانية.

  • الهيكلة الواضحة: تقسيم الكتاب إلى فصول ومواضيع محددة يسهل على القارئ تصفحه والعودة إليه حسب الحاجة.

  • القبول الواسع: وصوله لعدد كبير من الطبعات يدل على نجاحه في تلبية حاجة حقيقية لدى القراء.

نقاط قد تُعتبر ضعفًا (من وجهة نظر البعض):
  • التكرار: قد يشعر بعض القراء بأن بعض الأفكار تتكرر عبر فصول مختلفة، وإن كان هذا التكرار قد يكون مقصودًا لترسيخ الرسالة.

  • العمق التحليلي: قد يجد البعض أن الكتاب يركز على تقديم الراحة والتشجيع أكثر من الغوص في تحليل نفسي عميق لأسباب المشاكل.

  • العمومية: النصائح المقدمة قد تكون عامة ولا تتناسب مع تعقيدات بعض الحالات الفردية التي قد تتطلب تدخلًا متخصصًا (وهو ما أشارت إليه الكاتبة ضمنًا في المقدمة).

  • الاعتماد على منظور معين: المنظور الإيماني، رغم كونه مصدر قوة للكتاب، قد لا يتردد صداه بنفس القوة لدى جميع القراء باختلاف خلفياتهم.

بشكل عام، يعتبر كتاب كن بخير عملًا مؤثرًا وناجحًا في مجاله، ويقدم قيمة حقيقية للقارئ الباحث عن السكينة والأمل. تأثيره يكمن في قدرته على لمس القلوب وتقديم العزاء بطريقة بسيطة وعميقة في آن واحد.

اقتباسات بارزة: همسات خالدة من الكتاب

(ملاحظة: بما أن النص الكامل غير متوفر، سأعتمد على عناوين الفصول والمقدمة لتمثيل روح الاقتباسات)

  • من روح المقدمة: “كتبته لنفسي أحدثها فيه بكل ما أريد أن يحدثني به الصديق عند الضيق، كتبته وقت سعادة، لأن التجرد من الحزن يمنحك الحكمة التي تدلك على نور النهاية الذي يعجز عن رؤيته المجهد في أول النفق.” – هذا يعكس صدق التجربة والغرض العميق من الكتابة.

  • من عناوين الفصول:

    • “التغيير يبدأ من الداخل” – يلخص فلسفة الكتاب في المسؤولية الذاتية عن التعافي.

    • “اجعل الحزن وقوداً” – دعوة لتحويل الألم إلى طاقة إيجابية.

    • “هذا الوضع مؤقت” – رسالة أمل قوية في وجه اليأس.

    • “سامح نفسك” – مفتاح التصالح مع الذات والماضي.

    • “لا تنتظر شيئًا من أحد” – مبدأ أساسي في النضج العاطفي والعلاقات الصحية.

    • “اضحك على همومك الصغيرة” – دعوة لتبني منظور أكثر خفة وبهجة في الحياة.

    • “استمتع بالرحلة” – تذكير بأهمية الاستمتاع بالحياة رغم التحديات.

هذه العبارات، وغيرها الكثير مما يزخر به الكتاب، تعمل كمنارات صغيرة تضيء الطريق للقارئ وتظل عالقة في ذهنه بعد الانتهاء من القراءة.

التوسع في التفاصيل الثانوية: عناصر مكملة للتجربة
  • الغلاف والتصميم: الغلاف البسيط والهادئ (كرسي فارغ، كوب قهوة، ألوان ترابية دافئة) يعكس جو الكتاب التأملي والداعي للسكينة.

  • الإهداء: إهداء كتاب كن بخير للأم والأب (“إلى أول الحب”) يضيف لمسة شخصية ودافئة، ويربط مفهوم الحب الأول بالدعم والاحتواء الذي يقدمه الكتاب.

  • التقسيم الداخلي: تقسيم الفصول إلى أقسام قصيرة ومركزة يجعل الكتاب سهل القراءة والتنقل، ويتيح للقارئ التركيز على الموضوع الذي يحتاجه في لحظة معينة.

  • الاستشهادات المتنوعة: استخدام اقتباسات من مصادر مختلفة (دينية، أدبية، حكم عالمية) يثري المحتوى ويظهر انفتاح الكاتبة على منابع الحكمة المتعددة.

  • اسم الكاتبة والناشر: كون الكاتبة كويتية والناشر كويتي يضع الكتاب ضمن سياق الأدب الخليجي المعاصر المهتم بقضايا الإنسان والمجتمع.

هذه التفاصيل، رغم ثانويتها، تساهم في تشكيل التجربة الكلية للقراءة وتزيد من قيمة النص وتأثيره.

تأثير الكتاب على الأدب والقارئ: بصمة رقيقة في عالم النشر العربي

ساهم كتاب كن بخير في تعزيز مكانة الأدب الإلهامي والتنموي ذي البعد الإنساني والروحي في المشهد الأدبي العربي. نجاحه الكبير شجع ربما كتابًا آخرين على استكشاف هذا النوع من الكتابة التي تلامس احتياجات القراء النفسية والعاطفية بلغة عربية أصيلة وجذابة.

أما تأثيره على القارئ، فيمكن أن يكون عميقًا وشخصيًا جدًا. الكتاب يقدم:

  • مساحة آمنة للتعبير عن المشاعر: يشعر القارئ بأن مشاعره مفهومة ومقبولة.

  • أدوات عملية للتفكير الإيجابي: يساعد على تغيير الأنماط الفكرية السلبية.

  • دفعة معنوية للمضي قدمًا: يمنح الأمل والقوة للاستمرار في مواجهة الحياة.

  • تذكيرًا بالقيم الأساسية: يعيد التركيز على أهمية الإيمان، حب الذات، العلاقات الصحية، والامتنان.

قد لا يغير كتاب كن بخير حياة القارئ بشكل جذري وفوري، ولكنه بالتأكيد يترك أثرًا إيجابيًا، كبذرة أمل تُزرع في القلب، أو كصوت صديق يهمس في الأذن: “لا بأس، ستكون بخير”. تأثيره يكمن في تلك اللمسة الحانية التي يقدمها، وذلك التشجيع الهادئ الذي قد يكون كل ما يحتاجه المرء في لحظة ضعف.

نظرة شاملة: لماذا يستحق “كن بخير” القراءة؟

في نهاية المطاف، يقف كتاب كن بخير لعائشة العمران كعمل أدبي وإنساني فريد في بساطته وعمقه. إنه ليس مجرد كتاب يُقرأ، بل هو تجربة تُعاش، ورفيق يُستأنس به. هو دعوة للعودة إلى الذات، للتصالح معها، ولإعادة اكتشاف منابع القوة والأمل الكامنة في داخلنا وفي علاقتنا بخالقنا وبالحياة من حولنا.

كتاب كن بخير يستحق القراءة لكل من يشعر بثقل الأيام، أو يبحث عن كلمات تداوي جراح الروح، أو يرغب في دفعة لطيفة نحو تبني نظرة أكثر إيجابية وتفاؤلًا. إنه يقدم العزاء دون أن ينكر الألم، ويزرع الأمل دون أن يبيع الوهم.

بأسلوبه الرقيق ورسائله الصادقة، ينجح كتاب كن بخير في أن يكون بالفعل ذلك “الكتاب الذي يربت عليك”، ويتركك مع شعور دافئ بأنك لست وحدك، وأن غدًا أفضل لا يزال ممكنًا. إنه تذكير بأن الاعتناء بصحتنا النفسية والعاطفية ليس رفاهية، بل هو أساس لعيش حياة ذات معنى وقيمة.

شعار تطبيق روايات بدون إنترنت

روايات بدون إنترنت

اقرأ رواياتك المفضلة في أي وقت وأي مكان

هل أعجبتك هذه الرواية؟ يمكنك الآن الاستمتاع بقراءة هذه الرواية وآلاف الروايات الأخرى بدون إنترنت من خلال تطبيقنا المجاني!

قراءة بدون إنترنت
تحديثات مستمرة
إشعارات بالجديد

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق