ملخص كتاب ظننته رجلاً لـ فاتن حمود

Gamila Gaber2 يونيو 2025آخر تحديث :
كتاب ظننته رجلاً
كتاب ظننته رجلاً

يعد كتاب ظننته رجلاً من الأعمال الأدبية، والذي يغوص في بحر الأدب العربي المعاصر، حيث تبرز أعمال تتخذ من الواقع الاجتماعي وهموم الإنسان مادة خام لها، تسبر أغوار النفس البشرية وتكشف عن تناقضاتها وآلامها، ومن بين هذه الأعمال، يأتي كتاب ظننته رجلاً للكاتبة فاتن حمود، الصادر عن دار “تشكيل للنشر والتوزيع” (والذي يبدو أنه في طبعته الرابعة حسب الغلاف)، ليقدم للقارئ رحلة عميقة في عوالم المرأة العربية، وتحديداً في تلك المساحة الرمادية حيث تتصادم التوقعات مع الواقع، وتُبنى الآمال على تصورات قد لا تمت للحقيقة بصلة.

مقدمة شاملة عن كتاب ظننته رجلاً

إطلالة على عالم “ظننته رجلاً”

يبدو أن كتاب ظننته رجلاً، من خلال عنوانه الصارخ والعبارة المكملة له “ونسيت أن بعض الظن إثم”، يمهد الطريق لتناول تجارب نسائية محورها الأساسي هو “الرجل” – ليس كشخص بعينه بقدر ما هو كفكرة، كتوقع، كحلم، أو ربما كخيبة أمل، كما تشير الكاتبة في مقدمتها الموجهة للقارئ “اقرأ كتابي بقلبك، ودع عقلك جانباً، هنا أنثر مشاعري بلغة العرب”، إلى أن العمل ذو طبيعة شعورية وعاطفية قوية، يعتمد على البوح الصادق والمباشر. السياق الزمني لـ كتاب ظننته رجلاً يبدو معاصراً، يعالج قضايا اجتماعية وعاطفية راهنة في المجتمعات العربية، حيث تتشابك التقاليد مع الحداثة، وتتأثر العلاقات الإنسانية بديناميكيات معقدة.

تكمن أهمية كتاب ظننته رجلاً في كونه يجرؤ على تسمية الأشياء بأسمائها، فيسلط الضوء على “الخيبات المتكررة التي تمنى بها حواء منذ الطفولة وحتى الممات”، كما تذكر الكاتبة في الصفحة السابعة. هو ليس مجرد عنوان، بل صرخة تعبر عن تجارب قد تكون مشتركة بين الكثيرات، سواء كانت هذه الخيبة متمثلة في “أب مهمل، حبيب خائن، أو زوج خمل لا يفقه معنى المسؤولية أو الغيرة” وبذلك، يضع الكتاب نفسه في خانة الأدب الاجتماعي الذي يلامس أوتاراً حساسة في النسيج المجتمعي، مقدماً شهادة حية على ما قد تعانيه المرأة في سعيها نحو فهم الآخر وإقامة علاقات سوية.

الفكرة العامة للنص: بين الظن والإثم، رحلة البحث عن المعنى

يدور كتاب ظننته رجلاً بشكل محوري حول مفهوم “الظن” في العلاقات الإنسانية، وتحديداً ظن المرأة بالرجل. العنوان الفرعي “ونسيت أن بعض الظن إثم” يضيف بعداً قرآنياً وأخلاقياً عميقاً، ليشير إلى أن هذه الظنون، التي قد تبدأ كتوقعات وآمال بريئة، يمكن أن تتحول إلى مصدر للألم والخطأ، بل والإثم، ربما لأنها تبنى على أسس واهية أو لأنها تضع الطرف الآخر في قالب مثالي يصعب عليه، أو لا يرغب، في أن يتناسب معه.

الرسالة العامة التي يحملها النص تبدو متعددة الأوجه فمن ناحية، هي دعوة للمرأة لإعادة النظر في توقعاتها وفي الصورة التي ترسمها للرجل، ومن ناحية أخرى، هي نقد ضمني للمجتمع وللرجال الذين قد يساهمون في تكريس هذه الصورة الخادعة أو يستغلونها يتجلى ذلك في إهداء الكتاب: “إلى رجل هو أعلم باسمه وأنا أعلم به، لن أهديك ظني، بل سأهديك نجاحي بـ ظننته رجلاً”، وهذا الإهداء يحمل تحدياً وقوة، ويحول تجربة الخيبة إلى دافع للنجاح الشخصي.

يبدو أن كتاب ظننته رجلاً يتألف من مجموعة من القصص أو الشهادات التي تجسد هذه الفكرة، “ظننته رجلاً ليس مجرد عنوان… بل هو الخيبات المتكررة التي تمنى بها حواء منذ الطفولة وحتى الممات”، هذا التوصيف يؤكد أن العمل يتجاوز التجربة الفردية ليشمل نمطاً متكرراً من التجارب الأنثوية.

سياق الكتابة وأسلوب السرد: بوح المشاعر بلغة العرب

تعتمد الكاتبة فاتن حمود أسلوباً سردياً مباشراً وعاطفياً، كما يتضح من دعوتها للقارئ بأن يقرأ بقلبه اللغة المستخدمة هي لغة عربية فصحى بسيطة وسلسة، قادرة على نقل المشاعر والأحاسيس بوضوح، يبدو أن النص يجمع بين السرد القصصي والبوح الذاتي، مما يمنحه طابعاً شخصياً وحميمياً.

قد يتخذ كتاب ظننته رجلاً شكل مجموعة من القصص القصيرة أو الفصول المتصلة التي تروي كل منها حكاية امرأة مختلفة، أو ربما جوانب مختلفة من تجربة امرأة واحدة، والإشارة في الصفحة 8 إلى “قصص قصيرة” مع عبارة “دع الناس يصنعون قصتهم، فالحياة واحدة، والمجد للأقوياء” تعزز هذا الاحتمال، وتشير إلى أن الكتاب يحتفي بقوة المرأة وقدرتها على تجاوز الصعاب.

الأسلوب الوصفي حاضر في تصوير الشخصيات ومشاعرها، والحوارات، وإن لم تظهر بشكل مكثف في الصفحات المعروضة، إلا أنها متوقعة في سياق قصصي يهدف إلى كشف ديناميكيات العلاقات، “مدخل: لمن أكتب!؟ إن كان النبض أخرس، والتفكير مجنون، والعقل مهذب، والواقع منحرف، ولا يود أن يعتدل أو يتجمل” (صفحة 9)، هذا المدخل يعكس حالة من الحيرة والبحث عن المعنى في الكتابة، ويشير إلى أن الكاتبة تكتب عن واقع معقد وصعب، قد لا يكون دائماً جميلاً أو منطقياً.

تأثير هذا الأسلوب على القارئ يتمثل في خلق حالة من التعاطف والتورط العاطفي مع الشخصيات والتجارب المعروضة، فاللغة المباشرة والبوح الصادق يجعلان القارئ يشعر بأنه يستمع إلى صديقة تبث همومها، أو أنه يقرأ يوميات تعكس تجارب إنسانية حقيقية.

الشخصيات الرئيسية: نماذج نسائية في مواجهة الخيبة

من خلال الصفحات المعروضة من كتاب ظننته رجلاً، يمكننا التعرف على ملامح عدة شخصيات نسائية رئيسية، كل منها تمثل نموذجاً مختلفاً في مواجهة “الظن” وتبعاته:

  1. تالا: تمثل الفتاة الجميلة التي تشعر بالنقص، وتسعى لتحقيق أحلامها بسرعة (عارضة أزياء)، تتسم بالغيرة الشديدة، خاصة من ابنة خالتها سيلين. علاقتها مع “أمير” الذي “ظننته رجلاً” تنتهي بالطلاق، وتمر بمراحل من الضعف والقوة، وتعكس صراع المرأة بين الرغبة في الحرية والخوف من لقب “مطلقة”، تجربتها تظهر كيف يمكن للجمال أن يكون نعمة ونقمة، وكيف أن التوقعات السطحية قد تؤدي إلى خيبات أمل عميقة. تطورها يكمن في اقتناعها لاحقاً بأن “الجمال لا علاقة له بنصيب الإنسان” وأن لكل إنسان نصيبه، وتجد السعادة في التواضع وابنتها “لانا”.

  2. هتان: أخت تالا، تحلم بالشهرة عبر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، علاقتها مع “نادر” تبدو متسرعة وغير متكافئة، وتتحمل فيها الإهانات من أجل الحفاظ على الزواج، تمثل نموذج المرأة التي قد تتنازل عن كرامتها في سبيل علاقة تظنها الحل.

  3. لانا: الأخت الثالثة، تبدو أكثر واقعية وعملية، حيث تعمل في بنك وتيسر حال عائلتها. هي مطلقة وعانت كثيراً، لكنها “تحدت وصبرت كي تصل إلى ما هي عليه”، كما تمثل نموذج المرأة القوية والمكافحة التي تتعلم من تجاربها.

  4. سيلين: ابنة خالة تالا، تبدو أكثر حظاً وثقة بالنفس، مما يثير غيرة تالا، شخصيتها كفتاة جميلة وذات إمكانيات مادية جيدة، لكنها قد تكون مهتزة أمام قوة شخصية تالا في البداية. زواجها يبدو ناجحاً.

  5. نايا: شخصية رئيسية في قصة “قلبين ونصف امرأة”، وهي زوجة وأم عاملة (صاحبة شركة دعاية وإعلان مع زوجها عمر)، وتواجه صراعاً بين طموحها المهني ومسؤولياتها الأسرية، علاقتها بزوجها “عمر” تمر بتوترات، لكنها تتخذ قراراً بالتوقف عن العمل والاهتمام بأسرتها، ثم تعود للعمل كسكرتيرة في شركة زوجها بتشجيع منه بعد ولادة زميلتها، قصتها تظهر تحديات المرأة العاملة والتوازن الصعب بين الحياة المهنية والشخصية، وكيف يمكن للحب والتفاهم أن يعيدا الأمور إلى نصابها.

  6. راما: تظهر في نفس قصة “نايا وعمر” كسكرتيرة جديدة في شركة عمر. شابة جميلة، يتيمة الأب، تدخل في علاقة معقدة مع عمر المتزوج، ثم مع شاب آخر يدعى “يامي” الذي يتضح أنه صديق لعمر وأنهما كانا يختبرانها قصتها تجسد الوقوع في شباك الخداع والتلاعب العاطفي، وتجربة الألم والخسارة.

  7. في: بطلة قصة “في وجاد”. كاتبة ومثقفة، تلتقي بـ”جاد” الرجل المتزوج الذي يعمل في المطاعم والفنادق، وتنشأ بينهما علاقة فكرية وعاطفية عميقة، رغم علمهما بأنها علاقة محكوم عليها بالفشل بسبب ظروف جاد، قصتها تمثل المرأة التي تبحث عن التواصل الفكري والروحي، وتواجه خيبة أمل عندما تصطدم العلاقة بالواقع المعقد للطرف الآخر.

العلاقات بين هذه الشخصيات متشابكة. الأخوات (تالا، هتان، لانا) بينهن غيرة وتنافس، ولكنهن أيضاً يمثلن سنداً لبعضهن في أوقات الشدة، العلاقات مع الرجال (أمير، نادر، عمر، يامي، جاد) هي المحور الذي تدور حوله أغلب الصراعات والتطورات.

الأحداث المؤثرة والمشاهد الدرامية: لحظات كاشفة

يمتلئ كتاب ظننته رجلاً بالعديد من الأحداث المؤثرة والمشاهد الدرامية التي تكشف عن عمق التجارب الإنسانية للشخصيات:

  • صراع تالا مع الذات والمجتمع: زواجها المتعثر من أمير، إصرار والدتها على الطلاق، خوف تالا من نظرة المجتمع للمطلقة، ثم عودتها لأمير بعد سنوات، واكتشافها أن الكرامة أهم من أي علاقة، ولادة ابنتها “لانا” كرمز لبداية جديدة.

  • خيبة أمل هتان: زواجها من نادر الذي يستغلها، وتراجع شهرتها بسبب ضعفها الداخلي.

  • تحديات نايا وعمر: الصراع بين طموح نايا المهني ورغبة عمر في استقرار أسري، تهديده بالزواج بأخرى، ثم المصالحة وعودة نايا للعمل بطريقة مختلفة، هذه المشاهد تعكس التوترات الشائعة في العلاقات الزوجية الحديثة.

  • مأساة راما: تورطها في علاقة معقدة مع عمر ويامي، واكتشافها أنها كانت ضحية لعبة وخداع، مشهد المواجهة بينها وبين عمر ويامي يعتبر ذروة درامية تكشف عن قسوة التلاعب العاطفي.

  • علاقة في وجاد الفكرية والعاطفية: لقاءاتهما، حواراتهما العميقة، اعتراف جاد بحبه لها رغم استحالة الارتباط الرسمي، ثم قراره بالابتعاد عنها لمصلحتها، وهذه المشاهد تثير مشاعر الشجن والتعاطف مع علاقة جميلة لم يكتب لها الاكتمال.

  • لحظات البوح والاعتراف: مثل إهداء كتاب ظننته رجلاً، والمدخل الذي تتساءل فيه الكاتبة “لمن أكتب؟”، ودعوتها للقارئ بأن يقرأ بقلبه، وهذه اللحظات تخلق تواصلاً مباشراً مع القارئ.

  • الاقتباسات الشعرية والنثرية: مثل “أحبك كما لو أني مولودة من رحم قلبك” (صفحة 6)، ومقطوعة “ليت عمري فيه ألف عمر” (صفحة 24)، والقصيدة التي كتبتها “في” لـ”جاد” (صفحة 39-41)، والتي تعبر عن عمق المشاعر وتعقيدها. هذه المشاهد تضيف بعداً جمالياً وعاطفياً للنص.

هذه الأحداث تجذب القارئ وتثير مشاعره لأنها تلامس تجارب إنسانية عالمية: البحث عن الحب، الخوف من الخيانة، الصراع من أجل تحقيق الذات، مواجهة ضغوط المجتمع، والألم الناتج عن خيبات الأمل.

الرسائل والموضوعات الأساسية: قضايا المرأة والمجتمع

يناقش كتاب ظننته رجلاً العديد من القضايا الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية الهامة، منها:

  1. صورة الرجل في وعي المرأة: كتاب ظننته رجلاً يفكك هذه الصورة، ويكشف كيف أن “الظن” قد يكون مبنياً على أوهام أو توقعات غير واقعية.

  2. ضغوط المجتمع على المرأة: خاصة فيما يتعلق بالزواج والطلاق والمظهر الخارجي والعمل.

  3. العلاقات الزوجية: تحدياتها، أسباب فشلها، وأهمية التفاهم والاحترام المتبادل.

  4. الخيانة والتلاعب العاطفي: وتأثيرهما المدمر على الضحايا.

  5. قوة المرأة وقدرتها على النهوض: رغم الخيبات والصعاب، تظهر الشخصيات النسائية قدرة على التعلم والتجاوز وتحقيق النجاح.

  6. أهمية الكرامة وتقدير الذات: الرسالة الضمنية هي أن أي علاقة لا تحفظ للمرأة كرامتها لا تستحق الاستمرار.

  7. البحث عن الحب الحقيقي مقابل العلاقات السطحية: كتاب ظننته رجلاً يميز بين العلاقات المبنية على المصلحة أو المظهر، وتلك المبنية على التوافق الفكري والروحي.

  8. الغيرة النسائية وتأثيرها: سواء بين الأخوات أو الصديقات، وكيف يمكن أن تكون مدمرة.

  9. دور الأسرة: تأثير الآباء والأمهات في تشكيل شخصيات الأبناء وتوقعاتهم من الحياة.

ترتبط هذه القضايا بواقعنا الحالي بشكل وثيق، حيث لا تزال المرأة في كثير من المجتمعات العربية تواجه تحديات تتعلق بتحقيق ذاتها وإقامة علاقات متوازنة، كتاب ظننته رجلاً يساهم في إثارة الوعي بهذه القضايا وتشجيع النقاش حولها.

كتاب ظننته رجلاً
كتاب ظننته رجلاً

الجوانب العاطفية والإنسانية: سيمفونية من المشاعر

ينجح كتاب ظننته رجلاً في إثارة طيف واسع من المشاعر لدى القارئ:

  • الحزن والأسى: على خيبات أمل الشخصيات، وعلى العلاقات التي لم يكتب لها النجاح.

  • الغضب والاستياء: من الشخصيات التي تتسبب في الألم والخداع (مثل أمير في بعض تصرفاته، نادر، وعمر ويامي في قصتهما مع راما).

  • التعاطف: مع الشخصيات النسائية في معاناتهن وصراعاتهن (تالا في ضعفها، راما في سذاجتها، في في حبها المستحيل).

  • الأمل والقوة: عندما تتمكن الشخصيات من تجاوز الصعاب وتحقيق نوع من التصالح مع الذات أو النجاح (لانا، تالا في نهايتها، نايا).

  • التوتر والترقب: في المشاهد الدرامية التي تحمل مفاجآت أو مواجهات.

  • الشجن والرومانسية: في وصف العلاقات العاطفية العميقة، حتى تلك التي تنتهي بالفراق (مثل علاقة في وجاد).

تنجح الكاتبة في إيصال هذه المشاعر من خلال الوصف الدقيق للحالات النفسية للشخصيات، واستخدام لغة عاطفية مؤثرة، والحوارات الكاشفة، وكذلك من خلال القصائد والمقتطفات الشعرية التي تتخلل النص، دعوة الكاتبة للقراءة “بالقلب” تجد صداها هنا، فالنص مصمم ليلامس المشاعر مباشرة.

السياق التاريخي والثقافي: انعكاس للمجتمع المعاصر

يعكس كتاب ظننته رجلاً بوضوح ملامح المجتمع العربي المعاصر، مع ما يحمله من تناقضات بين الأصالة والمعاصرة.

  • دور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي: يظهر في طموح هتان للشهرة، ويشير إلى تأثير هذه الوسائل على حياة الشباب وتطلعاتهم.

  • الضغوط الاقتصادية: تظهر في سعي جاد للعمل في أماكن متعددة لتوفير حياة كريمة لأسرته، وفي بحث “في” عن عمل إضافي.

  • نظرة المجتمع للمرأة العاملة والمطلقة: لا تزال هذه القضايا تشكل تحدياً في بعض الأوساط، وهو ما تعكسه تجارب تالا ونايا.

  • أهمية الأسرة والزواج: كقيمة أساسية في المجتمع، ولكن الكتاب يتناولها بنظرة نقدية عندما تكون على حساب سعادة الفرد أو كرامته.

  • التأثر بالثقافة الغربية مع الحفاظ على الهوية: يظهر في بعض طموحات الشخصيات (عارضة أزياء)، ولكن السياق العام يبقى شرقياً عربياً.

هذه الخلفية الثقافية تؤثر بشكل كبير على الأحداث والشخصيات، فهي التي تشكل توقعاتهن، وتحدد خياراتهن، وتضع أمامهن العقبات التي يتعين عليهن تجاوزها.

تقييم العمل الأدبي: نقاط القوة والتأثير المحتمل

يتميز كتاب ظننته رجلاً بعدة جوانب إيجابية:

  • الصدق والجرأة: في تناول قضايا حساسة تتعلق بالمرأة والعلاقات.

  • التعاطف الإنساني: القدرة على تصوير المشاعر الإنسانية بعمق وتنوع.

  • تعدد الأصوات النسائية: تقديم نماذج مختلفة من النساء، مما يثري العمل ويجعله أكثر شمولاً.

  • اللغة السلسة والمؤثرة: التي تجعل القراءة ممتعة وسهلة رغم ثقل الموضوعات أحياناً.

  • الرسالة الإيجابية الضمنية: رغم الخيبات، هناك دائماً أمل في التجاوز وتحقيق الذات.

أما الجوانب التي قد تحتاج إلى قراءة متأنية للنص كاملاً للحكم عليها، فهي مدى عمق التحليل النفسي لبعض الشخصيات، وهل هناك تكرار في بعض النماذج أو الأحداث.

من المتوقع أن يكون لهذا النص تأثير جيد في الأدب النسائي العربي المعاصر، لأنه يضيف صوتاً جديداً يعبر عن تجارب المرأة بصدق، كما أنه قد يساهم في فتح نقاشات مجتمعية حول القضايا التي يطرحها.

اقتباسات بارزة: كلمات لها وقعها

  • “ظننته رجلاً! ونسيت أن بعض الظن إثم.” (العنوان والغلاف) – يلخص الفكرة المحورية.

  • “اقرأ كتابي بقلبك، ودع عقلك جانباً هنا أنثر مشاعري بلغة العرب.” (صفحة 3) – يحدد طبيعة العمل وأسلوبه.

  • “إلى رجل هو أعلم باسمه وأنا أعلم به، لن أهديك ظني، بل سأهديك نجاحي بـ ظننته رجلاً.” (صفحة 4) – إهداء قوي ومعبر.

  • “بل هو الخيبات المتكررة التي تمنى بها حواء منذ الطفولة وحتى الممات.” (صفحة 7) – تعريف عميق لمفهوم “ظننته رجلاً”.

  • “أحبك كما لو أني مولودة من رحم قلبك.” (صفحة 6) – تعبير عن حب عميق.

  • “فإن كان للمرء نصيب بآخر؛ فسيلتقي به ولو بعد سنين.. لكن الحقد والغيرة والكره والشماتة عقابها عند الله.” (صفحة 20) – حكمة حول النصيب والعلاقات.

  • “فليشهد قلبك على ما كتبت، غيث من الحب، يقطر على شرفات القلب…” (صفحة 39) – بداية قصيدة “في” لـ”جاد”، تعكس شاعرية وجمالاً.

هذه الاقتباسات تعكس جوهر الكتاب ورسالته، وتبرز قدرة الكاتبة على صياغة عبارات مؤثرة ومكثفة.

التوسع في التفاصيل الثانوية: أدوار مكملة

تلعب الشخصيات الثانوية (مثل والدي تالا، والدة أمير، أصدقاء الشخصيات، زملاء العمل) أدواراً مكملة في تعزيز الحبكة وإبراز سمات الشخصيات الرئيسية. فهم يمثلون غالباً صوت المجتمع أو التقاليد، أو يكونون محفزاً للأحداث المشاهد الجانبية، مثل تلك التي تصف أجواء العمل أو اللقاءات العائلية، تضيف واقعية وعمقاً للسرد، وتساعد القارئ على فهم السياق الذي تتحرك فيه الشخصيات.

تأثير الكتاب على الأدب والقارئ: بصمة محتملة

من المرجح أن يساهم كتاب ظننته رجلاً في إثراء الأدب العربي المعاصر، خاصة في مجاله الاجتماعي والنسائي. قد يشجع كاتبات أخريات على تناول تجاربهن بجرأة مماثلة. بالنسبة للقارئ، وخاصة القارئات، يمكن أن يكون الكتاب بمثابة مرآة يرين فيها بعضاً من تجاربهن أو مخاوفهن، وقد يجدن فيه نوعاً من العزاء أو الإلهام، كما أنه قد يدفع القراء من الرجال إلى إعادة التفكير في بعض سلوكياتهم وتوقعاتهم في العلاقات بشكل عام، يساهم الكتاب في تعميق الفهم لطبيعة العلاقات الإنسانية وتعقيداتها في المجتمع العربي.

تقييم شامل عن كتاب ظننته رجلاً دعوة للقراءة والتأمل

يمثل كتاب ظننته رجلاً إضافة قيمة للمكتبة العربية، فهو عمل يجمع بين البوح الصادق والتحليل الاجتماعي، ويقدم للقارئ مادة غنية للتأمل والتفكير. من خلال قصص شخصياته النسائية المتنوعة، ينجح الكتاب في تسليط الضوء على جوانب مهمة من تجربة المرأة في عالمنا المعاصر، مع ما تحمله هذه التجربة من آمال وآلام، ومن سقوط ونهوض إنه كتاب يستحق القراءة ليس فقط لمتعة السرد، بل أيضاً للرسائل العميقة التي يحملها حول الحب والكرامة والبحث عن الذات في مواجهة خيبات “الظن”، إنه دعوة صريحة لننظر إلى علاقاتنا وإلى أنفسنا بعين أكثر وعياً ونضجاً، لعلنا نتجنب الوقوع في فخ “بعض الظن” الذي قد يكون إثماً.

شعار تطبيق روايات بدون إنترنت

روايات بدون إنترنت

اقرأ رواياتك المفضلة في أي وقت وأي مكان

هل أعجبتك هذه الرواية؟ يمكنك الآن الاستمتاع بقراءة هذه الرواية وآلاف الروايات الأخرى بدون إنترنت من خلال تطبيقنا المجاني!

قراءة بدون إنترنت
تحديثات مستمرة
إشعارات بالجديد

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق